الإضراب عن العمل لا يجوز وليس من الإسلام في شيء ، ولم يثبت في تاريخ الاسلام منذ عهد النبوة شيء يسمى إضراب أو اعتصام عن العمل ، وهذا الفعل جاءنا من الكفار الذين لا يعرفون الحلال من الحرام 0 وهذا الإضراب له نتائج سيئة في المجتمع منها :
1- إحداث الفوضى والبلبلة في المجتمع مما ينذر بالفتن المؤدية إلى إتلاف النفوس والأموال والأعراض 0
2- إضعاف هيبة الدولة مما يجرئ ضعاف النفوس إلى فعل ما يريدون لإحداث المشاكل في المجتمع وتمزيق وحدة صف المجتمع الواحد ، والشريعة حريصة على جمع الكلمة ووحدة الصف كما قال سبحانه : ( واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون ) 0
3- ما يحصل من وراء هذا الإضراب من ضرر بمصالح الناس العامة والخاصة حيث يتوقف العمل في أماكن يحتاجها الناس في يومهم وليلتهم 0 والإضرار بمصالح الناس لا يجوز لما صح في سنن ابن ماجه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :" لا ضرر ولا ضرار " 0
4- ما يحصل في كثير من الأحيان في هذا الإضراب من اختلاط الرجال والنساء ، وخروج النساء متبرجات وسافرات وما ينتج عن ذلك من مفاسد لا تخفى على العاقل اللبيب 0
لذلك كله فلا يجوز هذا الاضراب ، والطريقة الصحيحة للمطالبة بالحقوق هي مناصحة المسئولين ومحاولة إقناعهم بالمطالب العادلة عن طريق وجهاء البلد وكبار القبائل والعشائر والعائلات المعروفة ، فإن لم يحصل شيء من ذلك فالواجب هو الصبر إلى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا 0 ولا يجوز الاستعجال في هذه الأمور فالحكمة هي المطلوبة في هذه المواقف ، وتقديم المصلحة العامة للبلد مقدمة على تقديم مصلحة بعض الناس 0
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى 0 والله أعلم0