أسس الخطة البحثية :
الصفة الأولية التى يجب أن تتوافر للعملية البحثية، هى أن تكون مرتبطة بالمعرفة العلمية، خصائصها، تراكمها، سماتها التصحيحية وما تمثله من إبداع وجمع بين الفكر والواقع.والخطة ذاتها تقوم دائما على إبداع الباحث ومهارته.
والمعرفة العلمية هى معرفة يمكن التثبيت منها، وإثبات صحتها، من خلال العقل والتجريب، أى المنطق والوقائع، الاستدلال الاستنباطي والاستقراء، أى من خلال معيارين:
1. الصدق المنطقي.
2. التحقق الامبيريقي.
وهما المعياران اللذان يمكن ترجمتهما فى شكل أنشطة للعلماء والباحثين، خلال العملية البحثية.
وخطة البحث مصطلح يقصد به الخطة التى يعدها باحث، فى مجال علم السياسة خاصة، بما يفترض توافره فيها من خطوات وشروط وقواعد.
نوعان للخطة البحثية :
يمكن التمييز بين نوعين للخطط البحثية، يستخدمهما الباحث :
أولهما: خطة استراتيجية طويلة المدى توضح مراحل البحث وخطواته، ومعالم كل مرحلة، والتساؤلات والفروض، وفى ضوء ذلك المعلومات اللازم تجميعها وتحليلها، وهذا النوع من الخطط يتطلب أن يتسم بالوضوح والتحديد منذ البداية، على أن يتميز بالمرونة والدينامية، بحيث تسمح بالحركة والتصرف فى ضوء تطورات الخطة.
ثانيهما: الخطط التكتيكية أو الموضعية التى يواجه بها الباحث تطورات لم يكن يتوقعها خلال العملية البحثية، حيث يلزم المرونة وسرعة التصرف وملاءمته، كما أن الابتكار والخبرة، وربما تبادل الرأى والمشورة مع ذوي الخبرة من أعضاء الجماعة العلمية والباحثين قد يكون له أهميته.
وبطبيعة الحال فإن العملية البحثية فى مجملها تلخصها الخطة الاستراتيجية أو الأصلية، ويجرى بتنى الخطط الموضعية خلال تطور إنجاز الخطة الأصلية، لمواجهة ظروف البحث، وفى ضوء المستجدات خلال تطور مراحله.
مراحل ومكونات العملية البحثية :
تؤكد بعض الكتابات على مراحل للعملية البحثية، وتؤكد كتابات أخرى على أهم عناصر هذه العملية. فتكون العملية البحثية من مراحل، قد تكون متداخلة ومتشابكة، لعل من أهمها:
1ـ تحديد موضوع الدراسة، ومشكلة البحث، والأسئلة البحثية، وما يرتبط بذلك من فروض.
2ـ فحص الأدبيات والدراسات السابقة، وتحديد مدى المساهمة، مهما كانت محدودة، التى يمثلها البحث، كذلك تحديد الإطار النظري أو المفاهيمي للبحث.
3ـ يرتبط بناء الإطار النظرى ـ أو ما يحلو للبعض أن يسميه المساهمة فى بناء نظرية ـ يرتبط بصياغة التعريفات والمفاهيم، وقياس المتغيرات، وتحديد المنهج أو طريقة البحث الملائمة، وتطوير الفروض التى يقوم باختبار صحتها.
4ـ الارتباط بالواقع، فالعمل نحو بناء نظرية أو إطار نظرى يجب أن لا يصرف انتباه الباحث عن ملاحظة السلوك والوقائع المباشرة.
5ـ جمع وتحليل البيانات، وتبنى أساليب وتكنيكات ملائمة لذلك.
6ـ التفسير، بمعنى تفسير النتائج فى ضوء مراحل البحث وتطوره، وقد تتجه البحوث الأكثر طموحًا إلى محاولة التنبؤ.
ويشير بعض الكتاب إلى عناصر محددة فى العملية البحثية أو ما يسمى مشروع أو خطة البحث، بدلاً من المراحل التى تشملها، من هذه العناصر:
ـ عنوان البحث.
ـ تحديد الموضوع، وأهمية الدراسة، وهدف الباحث.
ـ المشكلة البحثية وأبعادها.
ـ الأدبيات السابقة أو الدراسات السابقة، والتى قد تكون بالغة الأهمية لاستخلاص عناصر وفروض وتساؤلات المشكلة البحثية.
ـ الإطار النظري وما يتضمنه من : المفاهيم والمتغيرات والعلاقات بينها، وما يرتبط بذلك من فروض والمنهج وأدوات جمع البيانات، ومقاييس أو نماذج وأنماط قد يتضمنها البحث.
ـ تقسيم الدراسة ومدى ما تعكسه من المقولات المنهجية.
ـ قائمة المراجع: وقد تقسم إلى مراجع عربية وأجنبية، أو كتب ودوريات، أو مصادر أولية وأخرى ثانوية.
ـ الملاحق: وقد تتضمن إحصاءات ، أشكال بيانية، وثائق أولية.
وترتبط مكونات ومراحل العملية البحثية بنوعية البحث، فقد يكون بحثًا أكاديميًا لنيل درجة علمية، أو دراسة للنشر فى دورية علمية، أو تقرير أو مجرد كتاب دراسي.